سن القبول والنظرة التربوية
سن القبول والنظرة التربوية
بقلم/علي بن عبده الألمعي
يغيب كثيرا عن أولياء الأمور عند تسجيل أبنائهم في المرحلة الابتدائية أهمية الالتزام بالسن المحددة من قبل وزارة التربية والتعليم لإلحاق التلاميذ بالمرحلة الابتدائية (الصف الأول) كون المرحلة الابتدائية وبالذات الصفوف الدراسية الأولى لها أهمية في مستقبل التلميذ الدراسي, وهي القاعدة الأساسية, التي تمثل الانطلاقة الحقيقية لبناء شخصية الطفل, وإكسابه المهارات الأساسية للتعلم التي تساعده على اجتياز المراحل الدراسية اللاحقة بسهولة ويسر, وتجنبه الصعوبات والمعوقات التي قد تحد من تحصيله وتفاعله وتفوقه, لذا إلحاق الطفل في المدرسة يتطلب مستوى محددا من العمر الزمني والنضج الفكري والتوافق النفسي والاجتماعي يتناسب ومتطلبات العمل المدرسي في هذه المرحلة.
وقد أعدت وزارة التعليم نشرات وأدلة تربوية حول قبول الأطفال في المدرسة اشتملت على إجراء الوزارة دراسة مقارنة سن القبول المناسب في المرحلة الابتدائية في عدد من دول العالم اتضح من خلالها ان ما نسبته (91%) من الدول التي شملتها الدراسة تتضمن سياستها التعليمية ونظمها التربوية تحديد بداية سن القبول في المدرسة الابتدائية بست سنوات وذلك لكي يحقق الطفل في نهاية طفولته المبكرة الآتي:
1- نضجا جسميا ملائما, ونموا حركيا, وإدراكيا, وعقليا, وانفعاليا, ولغويا, واجتماعيا مناسبا, يمكنه من البدء في التعليم في المدرسة الابتدائية بيسر وسهولة بعيدا عن التعثر الدراسي ومشكلات التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي.
2- استمتاعا بكامل طفولته المبكرة التي تنتهي في سن السادسة نظرا لما تتسم به هذه المرحلة من الميل الى الحركة واللعب وما تمثله من أهمية إنمائية وتربوية في تعليم واكتساب كثير من المهارات والمعايير الفردية, والاجتماعية السوية لما لها من دور مهم في بناء شخصية الطفل, وتعزيز توافقه النفسي, والاجتماعي, وهي مطالب تربوية على جانب كبير من الأهمية في بدء الدراسة في المرحلة الابتدائية.
3- إشباعا لحاجاته النفسية ومطالب نموه الأساسية في نهاية مرحلة طفولته المبكرة, مما يساعده على الانتقال الى المرحلة العمرية التالية (الطفولة الوسطى) او ما يعرف (بسن الدراسة في المرحلة الابتدائية) وهو أكثر توافقا في تفاعله مع الجو المدرسي بيسر وسهولة.
كما ورد في النشرة حقائق تربوية ونفسية تحرص على تطبيقها وزارة التربية والتعليم ويجب علينا جميعا أخذها في الاعتبار قبل التفكير في إلحاق الطفل بالمدرسة الابتدائية قبل بلوغه السن النظامية للدراسة بها والمحدد بست سنوات, واليك بعضا من هذه الحقائق:
1- إقحام الطفل في الدراسة قبل ان يتوافر لديه الاستعداد المناسب جسميا, وعقليا واجتماعيا للبدء في التعليم قد يقوده إلى الحرمان من فرصة النمو الطبيعي في طفولته المبكرة مما يترتب عليه ضعف في شخصيته.
2- احتمال تعثر الطفل تحصيلياً, ونفسيا في وقت مبكر من حياته الدراسية, وعدم قدرته على اكتساب المهارات الأساسية للتعلم بأسلوب تربوي مناسب, مما قد يحدث لديه تأخرا دراسيا وصعوبات في التوافق الاجتماعي.
3- قصور قدرته عن التوافق السوي مع بيئة المدرسة قد يتسبب في ضعف شخصيته وحدوث مشكلات سلوكية لديه, مثل الخجل, والانطواء, وعدم الثقة في النفس وغيرها.
4- تعرضه لبعض المواقف الطارئة داخل المدرسة ممن يكبره سنا, قد يكسبه خبرات سيئة, لقصور قدرته على التفاعل معها ايجابيا, وقد يعوق تعلمه, ويولد لديه كراهية لمعلميه ومدرسته, وقد ينتج عن ذلك تسربه المبكر من المدرسة.
5- قصور قدرته عن اكتساب المهارات الاجتماعية المناسبة التي تساعده على التعبير عن آرائه وفهم ما يطلبه الآخرون منه, والاستجابة لها بأسلوب سوي ومتوافق.
هذه بعض المبررات الواقعية والمنطلقات التربوية التي تراها وزارة التربية والتعليم حول أهمية تحديد سن ست سنوات لقبول أبنائنا وبناتنا
والله ولي التوفيق..
جريدة الرياض الثلاثاء 07 جمادى الثانية 1424العدد 12828 السنة 39