اتخاذ القرار الصحيح في المنظمات التعليمية والتربوية
اتخاذ القرار الصحيح في المنظمات التعليمية والتربوية
د. علي عبده الألمعي
تعتبر عملية اتخاذ القرار عملية رشيدة رصينة، تنطلق من إستراتيجية تطوير القرار نحو تطبيق وتقييم النتائج، وهي من العمليات الأساسية الضرورية في حياة الأفراد والجماعة سواء أكان على مستوى التنظيمات الصغيرة كالأسرة أو التنظيمات الكبيرة كالجهاز الإداري أو السياسي، فعملية صنع القرار تظهر في جميع المنظمات بغض النظر عن نوعها وطبيعتها، عسكرية، صناعية، تعليمية، خدماتية، وليست هناك طريقة مثلى لاتخاذ القرار، فالطريقة المثلى هي التي تناسب الظروف وتحقق الهدف.
إن عملية اتخاذ القرار من أهم مكونات العملية الإدارية عامة ولُبّها الرئيس، فالخطأ أو القصور في القرار المتخذ يترتب عليه انهيار كل مترتبات الحدث، وينظر إلى عملية اتخاذ القرارات على أنها نشاط مستمر يوظّف النظام السلوكي من خلال كل المعلومات المتاحة عن الظروف والأوضاع المحيطة التي تصنف ما يكتنف تلك الظروف والأوضاع من فرص أو معوقات، ثم استناداً إلى معايير المفاضلة والاختيار التي يحددها النظام السلوكي لنفسه، وقد اتفق معظم الكتّاب والمهتمين بالإدارة على أن صنع القرار عملية إدارية يشترك فيها أكبر عدد ممكن من أفراد الجهة أو الجهات ذات العلاقة، وذلك لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات اللازمة وذات العلاقة بالمشكلة القائمة، وبالتالي تدارسها وتحليلها لوضع حلول مستوحاة من أحداث الماضي معبرة عن الاتجاهات السائدة، وملائمة للأوضاع والظروف الحالية.
ومن المتعارف عليه أن عملية اتخاذ القرار عملية إدارية يقوم بها صاحب الصلاحية، ولكنها ترتبط وتؤثّر في العمليات الإدارية الأخرى: كالتخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والتدريب، والرقابة، والمتابعة، وبذلك فعملية اتخاذ القرار من أهم العمليات الإدارية وأكثرها فعالية في مجالات الحياة المختلفة. ويرى (جريفث) أن تركيب النظم الإدارية يتحدد بالطريقة التي تعمل بها القرارات، وفي الإدارة التعليمية أو في المنظمات التعليمية والتربوية يقوم العاملون فيها بحكم وظائفهم باتخاذ القرارات المؤثّرة في العملية التربوية، وعليه فالقرارات لا حصر لها في الإدارة التربوية إلا أنه ينبغي أن نميّز بين هذه القرارات وأهميتها، ومدى تطبيقها، ومدة تطبيقها، والآلية المناسبة لاتخاذها وتنفيذها، كون بعضها يتعلق ببناء وتنظيم المناهج والبرامج التعليمية ومدى تحقيق هذه البرامج والمشروعات للأغراض المنشودة من التربية، والآخر يتعلق بكيفية تحسين الإدارة التعليمية، أو البيئة التربوية لاستثمار الوقت والجهد والمشاركة في اتخاذ القرارات. وأرى أن من أسباب النجاح في اتخاذ القرارات في المنظمات التعليمية والتربوية إنشاء مركز أو وحدة لدعم اتخاذ القرار وتطبيقه، بحيث يكون من أبرز مهامه أو مهامها وضع آلية لصنع القرار قبل اتخاذه، عن طريق جمع المعلومات اللازمة، ودراسة ظروف صناعة القرار، ومشاركة الجهات ذات العلاقة، والمراجعة للقرارات السابقة قبل اتخاذ القرارات الجديدة، ووضع الآلية التنفيذية المناسبة لها، وتوحيد جهة صدور القرارات حتى لا يحدث تعارض بينها، وتحديد أنواع القرارات من حيث كونها إستراتيجية، أو رسمية، أو تكتيكية، أو دورية.إن وجود مركز أو وحدة لدعم اتخاذ القرار في المنظمات التعليمية أو غيرها من المنظمات الإدارية الأخرى سوف يساهم في المسارعة في تطبيق القرارات وفي نجاحها، وكذلك في رصد معوقات التنفيذ ومعالجتها، مع المتابعة والرقابة في تنفيذ القرارات وتقويمها.
الجزيرة :الجمعة 1 محرم 1431هـ العدد 13595